ممّا يجب التحذير منه قولُ بعضِ الجُهَّالِ :[[أنا رَبُّ من عمِل كذا]]،
فإنّ قائلَ هذه العبارةِ يكفُر لأنّه جعل نفسَه ربًّا للعباد.. الناس
الأحرار لا يقال لهم :[[أنا ربُّكم]]، لا يَصِحُّ للنجّار الماهر أن يقول
:[[أنا رَبُّ النجّارين]] أو :[[أنا رَبُّ من اشتغل بالنجارة]]، فإنّ هذا
كُفْرٌ.. ولا يَصِحُّ للبنّاء الماهر أن يقول :[[أنا رَبُّ البنّائين]] أو
:[[أنا رَبُّ من اشتغل بالبناء]]، فإنّ هذا كُفْرٌ.. ولا يَصِحُّ للحدّاد
الماهر أن يقول :[[أنا رَبُّ الحدّادين]] أو :[[أنا رَبُّ من اشتغل
بالحِدادة]]، فإنّ هذا كُفْرٌ..ا
أمّا لو قال البارع في النحو :[[أنا رَبُّ النحو]] فلا يكفُر إذا كان يعني
أنّه خبير به، وكذلك البارع في النجارة أو الحِدادة ونحوُ ذلك..ا
إذا قال التاجر الماهرُ في تجارته :[[أنا رَبُّ التجارة]] بمعنى أنّي خبير
بها فلا يكفُر.. أو قال الماهرُ في صنعته :[[أنا رَبُّ هذه الصنعة]] بمعنى
أنّي خبير بها فلا يكفُر..ا
وكذلك يَصِحُّ أن يقال لمن كان يملِك شيئًا كدابّة أو بستان أو جاريةٍ أو
عبد :[[فلان رَبُّ هذا البستان]] بمعنى أنّه مالكُ البستان، و :[[فلان
رَبُّ هذا العبد]]بمعنى أنّه مالكُ العبد..ا
أنظر[(الشرح القويم)/ط6/ص45]لمولانا الشيخ عبدِ الله الهَرَرِيِّ..ا
.
ومن الألفاظ القبيحة ما شاع في بعض البلاد من قولهم لمن عنده زوجة وأولاد
:[[فلان رَبُّ عائلة]]، فإنّه لا يَصِحُّ في اللغةِ وَصْفُ شخص بأنّه رَبُّ
أشخاص أحرار، وأمّا مالكُ العبيد والإماء فيَصِحُّ أن يقال :[[فلان رَبُّ
هؤلاءِ العبيدِ ورَبُّ هؤلاءِ الإماءِ]] بمعنى أنّه يستحقُّ الانتفاعَ بهم
ويَخْتَصُّ بمِلْكِهم.. وأمّا من قال :[[فلانٌ رَبُّ عائلة]] أو :[[فلانٌ
رَبُّ أسرة]] وكان يَفْهَمُ من ذلك أنّه صاحبُهم مكلَّف بالإنفاق عليهم
ويكفيهم حاجاتِهم ولم يخطر بباله المعنى الأصليَّ لهذه الكلمة فلا يكفُر
لكنّه لفظ قبيح..ا
أنظر[(الشرح القويم)/ط6/ص45]لمولانا الشيخ عبدِ الله الهَرَرِيِّ..ا
.
وأمّا قول بعض الصوفيّة :[[أربابُ القلوب]] فمعناه أصحاب العقول المتنوِّرة
بالتقوى، وليس معناه أنّ هؤلاء خالِقو العقول.. والقلوبُ هنا بمعنى
العقول..ا
وكذلك يقع في بعض مؤلَّفات العلماء قولُهم :[[رَبُّ الأرباب]]، يعنُون بذلك أنّ الله هو مالكُ المُلّاك، وهذا صحيح..ا